دَولةُ الأصْنامِ وتَغَيُّر العَقيدَةِ بتَغَيُّرِ الزّمانِ وَالمَكانِ.

 
 
 
 

دَولةُ الأصْنامِ وتَغَيُّر العَقيدَةِ بتَغَيُّرِ الزّمانِ وَالمَكانِ.

 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:

فإن الدين الذي ارتضاه الله لعباده واحد.

* قال الله تعالىٰ ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام ُ﴾{آل عمران: 19}.

- قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ، ثنا أَبُو مُصْلِحٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ" قَالَ: لَمْ أَبْعَثْ رَسُولا إِلا بِالإِسْلامِ.{تفسير ابن أبي حاتم: 3314}.

* قال الله تعالىٰ ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾{آل عمران: 85}.

وأصل هذا الدين هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.

* قال الله تعالىٰ ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ﴾{البقرة: 256}.

* قال الله تعالىٰ ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾{لقمان: 22}.

فبين سبحانه أن الاسلام هو العروة الوثقى و هذا دين كل الانبياء.
  
* قال الله تعالىٰ ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت﴾{النحل: 36}.

- قال ابن جرير الطبري: يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُه ُ: وَلَقَدْ بَعَثَنَا أَيُّهَا النَّاسُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ سَلَفَتْ قَبْلَكُمْ رَسُولًا كَمَا بَعَثَنَا فِيكُمْ بِأَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَفْرِدُوا لَهُ الطَّاعَةَ وَأَخْلِصُوا لَهُ الْعِبَادَةَ، {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} يَقُولُ: وَابْعِدُوا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَاحْذَرُوا أَنْ يُغْوِيَكُمْ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَتَضِلُّوا.{جامع البيان|201/17}.

فدين الله لا يتبدل ولا يتغير، وأعني بقولي دين الله: أصل دين الأنبياء "الكفر بالطاغوت والإيمان بالله".

* قال الله تعالىٰ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُون﴾{الأنبياء: 25}.

* قال الله تعالىٰ ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون﴾{المؤمنون: 51}.

- قال: وقوله: "وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة" أي: دينكم يا معشر الأنبياء دين واحد، وملة واحدة، وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له؛ ولهذا قال:"وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون".{تفسير القرآن العظيم}.

* قال الله تعالى ٰ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾{البقرة: 136}.

* قال الله تعالى ٰ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾{الشورى: 13}.

* قال الله تعالى عن نوح -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- ٰ﴿فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَُ﴾{يونس: 72}.

* قال الله تعالى عن إبراهيم -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- ٰ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ  إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِين﴾{البقرة: 130}.

* قال الله تعالى عن موسى-على نبينا وعليه الصلاة والسلام- ٰ﴿وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾{يونس: 84}.

* قال الله تعالى لمحمد ﷺ ٰ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِين﴾{الأنعام: 163}.

* قال الله تعالىٰ ﴿يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا﴾{المائدة: 44}.

* قال الله تعالىٰ عن عيسى-على نبينا وعليه الصلاة والسلام- ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمونَ﴾{المائدة: 111}.

وقد أشار إلى ذلك النبي ﷺ.

- قال مسلم في صحيحه: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ الْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ.{باب فضائل عيسى عليه السلام}.

- قال: قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَصْلُ إِيمَانِهِمْ وَاحِدٌ، وَشَرَائِعُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ، فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ فِي أُصُولِ التَّوْحِيدِ، وَأَمَّا فُرُوعُ الشَّرَائِعِ فَوَقَعَ فِيهَا الِاخْتِلَافُ. {شرح الحديث}.

وهذا يعلمه كل موحد ويعمل به، فالواقع هو الذي يخضع لعقيدة التوحيد وليس العكس، والتوحيد ثابت مستقر في قلوب المؤمنين في كل زمان ومكان، لا يتنازلون عنه ولو ذمهم الناس ورموهم بالخروج عن السواد الأعظم.

- فهذا النبي ﷺ في أول بعثته يدعو قريشا إلى التوحيد ويكفرهم.

• قال الامام أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ أَشْعَثَ قَالَ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَتَخَلَّلُهَا يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا قَالَ وَأَبُو جَهْلٍ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ وَيَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ فَإِنَّمَا يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ وَتَتْرُكُوا الَّاتَ وَالْعُزَّى قَالَ وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قُلْنَا انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ حَسَنُ الْوَجْهِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ أَبْيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ سَابِغُ الشَّعْرِ.{أول مسند المدنيين رضي الله عنهم أجمعين}.

فكانوا يعرفون معناها الذي هو الكفر بكل ما عُبد من دون الله و الايمان بالله وحده.

- جاء في دلائل النبوة: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَحَقٌّ مَا تَقُولُ قُرَيْشٌ يَا مُحَمَّدُ مِنْ تَرْكِكَ آلِهَتَنَا، وَتَسْفِيهِكَ عُقُولَنَا وَتَكْفِيرِكَ آبَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى،إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَنَبِيُّهُ، بَعَثَنِي لأُبَلِّغَ رِسَالَتَهُ وَأَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ بِالْحَقِّ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَلْحَقُّ، أَدْعُوكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَلا تَعْبُدْ غَيْرَهُ، وَالْمُوَالاةَ عَلَى طَاعَتِهِ"، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَلَمْ يُقِرَّ وَلَمْ يُنْكِرْ، فَأَسْلَمَ وَكَفَرَ بِالأَصْنَامِ، وَخَلَعَ الأَنْدَادَ وَآمَنَ بِحَقِّ الإِسْلامِ،وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ مُصَدِّقٌ.{باب من تفقه وأسلم من الصحابة رضي الله عنهم}.

وفي وسطها يدعو ملوك الروم والفرس إلى التوحيد ويكفرهم، وفي آخرها يدعو وفود القبائل إلى التوحيد ويكفرهم.

- قال مسلم في صحيحه: {بَاب كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ}.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ وَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.{كتاب الجهاد والسير}.

لم يكن عليه الصلاة والسلام ليتنازل عن عقيدته مداراة ومداهنة، أو حتى لا يقال: انظروا إلى محمد! يكفرنا ونحن نسقي الحآج ونعمر البيت الحرام، ونتصدق ونحب نبي الله إبراهيم.

- قال: قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَحَقٌّ مَا تَقُولُ قُرَيْشٌ يَا مُحَمَّدُ مِنْ تَرْكِكَ آلِهَتَنَا، وَتَسْفِيهِكَ عُقُولَنَا، وَتَكْفِيرِكَ آبَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:  بَلَى، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ  وَنَبِيُّهُ بَعَثَنِي؛ لِأُبَلِّغَ رِسَالَتَهُ، وَأَدْعُوَكَ إِلَى اللَّهِ بِالْحَقِّ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَلْحَقُّ، أَدْعُوكَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا تَعْبُدْ غَيْرَهُ، وَالْمُوَالَاةِ عَلَى طَاعَتِهِ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ. فَلَمْ يُقِرَّ، وَلَمْ يُنْكِرْ، فَأَسْلَمَ وَكَفَرَ بِالْأَصْنَامِ، وَخَلَعَ الْأَنْدَادَ، وَأَقَرَّ بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ مُصَدِّقٌ.{البداية والنهاية}.

فهذا حال النبي ﷺ وأصحابه.

* فكيف هو حال الدولة المسماة زورا وبهتانا "إسلامية"؟!

”إن للتوحيد والموحدين شأن، ولها شأن آخر، شأن الموحدين أن يبينوا للكفار التوحيد ويدعونهم إليه وللكفر بما يعبد من دون الله، فإذا وحدوا فيدعونهم إلى الجهاد وبقية العبادات، كما كان نبيهم ﷺ“

- قال البخاري في صحيحه: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ.{باب ما جاء في دعاء النبي ﷺ أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى}.

- قال البخاري في صحيحه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ قَالَ أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا.{باب عمل صالح قبل القتال}.

- جاء في المجالسة وجواهر العلم للدينوري: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، نَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْغَزْوِ، فَإِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ».{عمل صالح قبل الغزو  فإنما تقاتلون بأعمالكم}.

والاسلام وتحقيق الشهادة أول عمل كما في الحديث الذي قبله،أما هذه الدولة وأختها القاعدة : فتستحيان من دعوة الناس إلى التوحيد والتصريح بكفرهم، فتجد كبراءهم يدعونهم للقتال وفي نفس الوقت يقولون لهم: اكفروا بالطواغيت -سبحان الله-!

 * هل ندعوا الناس للقتال وهم "لم يكفروا بالطاغوت"؟!

- ولكن "القاعدة" ثابتة على عقيدتها الكفرية لم تغير ولم تبدل، فقاعدة "ابن لادن" و"عطية الله الليبي" و"أبو يحيى الليبي" التي تعذر "المشركين بالجهل" ولا تكفر المنتخبين ولا تكفر أعيان جند الطاغوت وبايعت "طالبان" الماتريدية بزعيمها "الملا عمر"، هي نفسها قاعدة "الظواهري" التي تجادل عن "عوام الرافضة" وعن "مرسي" و"الإخوان المشركين"

• فيا دولة الأصنام؛ لا تلومي أختك وحبيبتك "القاعدة" فإنها لم تأت بعقيدة جديدة، وإنما حافظت على إرث "ابن لادن".

* فأين الفرق عندما يبايع "ابن لادن" طالبان تحت إمارة "الملا عمر"، وبين أن يحافظ "الظواهري" على هذه البيعة تحت إمارة "الملا أختر"؟!

- بل قاعدة "ابن لادن" أشد كفرا لأنها كانت السباقة للدخول تحت "إمارة الطالبان" فالقاعدة ثابتة على عقيدة كفرية يعرفها عنها كل من له أدنى اطلاع على أحوال الجماعات القتالية، ولكن دولة الأصنام المسماة زورا وبهتانا إسلامية لم تثبت على عقيدة واحدة، بل كل يوم هي في شأن.

* قال الله تعالى في المنافقين ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾{النساء: 143}.

ونحن لا نكفر هذه الدولة لحاجة في صدورنا -كما يتهمنا البعض-، وإنما نكفرها لأنها وقعت في الكفر، ورغم أن العدناني يتبجح بولائه لمشايخ العاذرية ويثني عليهم، وينقل كلام "ابن لادن" في أن المنتخب يكفر إن كان أقدم على هذا الفعل عن علم ورضا، ويعتبر "العدناني" مشايخ القاعدة المشركين أهل علم وتوحيد، الذين هم الأسوة وبهم القدوة!

- قال العدناني الهالك: « أيها المجاهدون، أيها الناس أعيروا سمعَكُم، فإنّ حديثي لهُ ما بعدَه أعيروا سمعَكُم، أنقلُ لكُم بعضاً من كلام مشايخنا وقادتنا وأمرائنا قادة القاعدة،قاعدة الجهاد قال الشيخ الإمام المجدد أسامة بن لادن رحمه الله،في الخطاب الثاني والعشرين، وهو رسالةٌ إلى أهل العراق خاصة والمسلمين عامّة، قال فيها: فلو التزمَ الناسُ بجميع أحكام الإسلام إلاّ الالتزام بتحريم الربا مثلاً، وأباحوا البنوكَ الربوية، فإن دستور هذه الدولة يُعتبر دستوراً كفرياً، لأن هذا التصرّف يتضمن اعتقادَهُم عدمَ كمال الشريعة وكمال مُنَزّلها سبحانه وتعالى، ولا يخفى أنّ هذا كُفرٌ أكبر مُخرج من الملّة، فضلاً عن أنّ هذه الانتخابات تجري بأمر أمريكا تحت ظلّ طائراتها وقذائف دبّاباتها وبناءً عليه: إن كل مَن يشارك في هذه الانتخابات -والتي سبقَ وصفُ حالِها- عن عِلمٍ ورِضا، يكونُ قد كفرَ باللهِ تعالى، ولا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله» {انظر كلمته عُذراً أميرَ القاعدة لمؤسسة الفرقان}.

- رغم كل هذا الولاء لهم وثنائهم على "الطالبان" وزعيمهما "الملا عمر" إلا أننا لن نحاكمهم لهذه الأقوال، لئلا يقول قائل: كان حال القاعدة يخفى على كثير! وينعق ناعق: ألا تعتبرون جهل الحال؟

- حتى إن الموحد كلما قال: فلان نصر الطاغوت فلان وبايعه ولم يكفره، ينتظر بطبيعة الحال من سيخرج ويقول له: وما أدراك أنه يجهل حاله؟!

فإن الواقع (بعد الشرع) يكذب هذا، فحتى المنتخب لا ينتخب طاغوتا حتى يعرف مشروعه وما سيقدمه للشعب.

* فكيف لمنتسب للتوحيد والجهاد أن يبايع أميرا لا يعرف عقيدته، بل الذي عهدناه منهم أن يطلبوا من الشرعيين (وأحيانا الجنود) أن يبينوا عقيدتهم في مسألة ما وإن هذه الدولة مريضة بمرض خبيث قد حذر منه السلف، ألا وهو التلون.

- قال بن بطة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: "كَانُوا يَرَوْنَ التَّلَوُّنَ فِي الدِّينِ مِنْ شَكِّ الْقُلُوبِ فِي اللَّهِ" حَدَّثَنَا الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: الدَّاءُ الْعُضَالُ التَّنَقُّلُ فِي الدِّينِ.{الإبانة من أصول الديانة}.

- قال الآجري: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، أَيْضًا قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: انْصَرَفَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَوْمًا مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُو مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِي فَلَحِقَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ كَانَ يُتَّهَمُ بِالإِرْجَاءِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اسْمَعْ مِنِّي شَيْئًا أُكَلِّمُكَ بِهِ وَأُحَاجُّكَ وَأُخْبِرُكَ بِرَأْيِي قَالَ: فَإِنْ غَلَبْتَنِي؟ قَالَ: إِنْ غَلَبْتُكَ اتَّبَعْتَنِي قَالَ: فَإِنْ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ، فَكَلَّمَنَا فَغَلَبَنَا؟ قَالَ: نَتَّبِعُهُ. قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدِينٍ وَاحِدٍ، وَأَرَاكَ تَنْتَقِلُ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ.{الشريعة}.

- قال بن بطة العكبري: كذلك حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ لأَبِي مَسْعُودٍ: إِنَّ الضَّلالَةَ حَقَّ الضَّلالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ، وَتُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ.{الابانة الكبرى}.

ولا يتلون رجل إلا من جراء شكه فيما هو عليه.

- قال بن بطة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ،  قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ التَّلَوُّنَ فِي الدِّينِ مِنْ شَكِّ الْقُلُوبِ فِي اللَّهِ.{الابانة الكبرى}.

وكما سبق وقلت: لن نحاكمهم إلى أقوالهم التي فيها ثناء على الطالبان والقاعدة، ولكن سنحاكمهم إلى كلامهم وكلام أمرائهم المباشرين.

- فهذا "أبو مصعب الزرقاوي" وإن كان يكفر الرافضة فإنه لا يكفر من لا يكفرهم ويجادل عنهم، ورده على "المقدسي" الذي كان ينكر عليه التفجير في الأماكن المزدحمة "بالرافضة" لا يخفى.

• قال "ابو مصعب الزرقاوي": «أخيرًا، عملاً بقول النبي ﷺ: الدين النصيحة، أقول للشيخ حفظه الله إن ما كتبته من المناصرة والمناصحة، هو في الحقيقة ليس من المناصرة في شيء، فقد ذكرتَ أمورًا لا تَمُتُّ إلى المناصحة بشيء؛ من سرد لوقائع ومحطات في تاريخنا الدعوي، بل للأسف لم تكن منصفًا فيها، ولم تتحر الدقة في سردها، واعلم يا أبا محمد أنني قادر على تفنيد كثير من المغالطات التي ذكرتها وبكل قوة، ولكن هذه القوة والشدة والغلظة أدخرها لأعداء هذا الدين لا لإخواني، وهذا ما أمرنا به ربنا سبحانه وتعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُم}».{رد الزرقاوي على تراجعات أبي محمد المقدسي}.

* سبحان الله! هل يتخذ أخا من يجادل عن "الرافضة المشركين"؟!

والله لا يتخذه أخا إلا كافر مثله.

* قال الله تعالىٰ ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍَ﴾{الأنفال: 73}.

 • فالولي هو النصير، والبيعة من أعظم النصرة، وكذلك هي دخول تحت طاعة المبايَع -بفتح الياء-، ولا يخفى على أحد "بيعة الزرقاوي" "للقاعدة العاذرية" المبايعة "للطالبان الماتريدية".

- أما "أبو عمر البغدادي" فأكفر بكثير.

• قال الهالك "أبو عمر البغدادي": «سابعا ونؤمن ان العلمانية على اختلاف رايتها وتنوع مذاهبها كالقومية والوطنية والشيعوية والبعثية هي كفر بواح مناقض للاسلام مخرج من الملة وعليه نرى كفر وردة كل من اشترك في العملية السياسية كحزب المطلق والدليمي والهاشمي وغيرهم لما في هذه العملية من تبديل لشرع الله تعالى وتسليط عداء الله من الصليبيين والروافض وسائر المرتدين على رقاب عباد الله المؤمنين قال تعالى في شأن من وافق المشركين في تبديل شيء من شرع الله (وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلكم وان اطعتموهم انكم لمشركون)  كما نرى ان منهج الحزب الاسلامي منهج كفر وردة لا يختلف في منهجه وسلوكه عن سائر المناهج الكافرة والمرتدة كحزب الجعفري وعلاوي وعليه فقيادتهم مرتدون لا فرق عندنا بين مسؤل في الحكومة ومدير فرع ولا نرى كفر عموم الداخلين فيهما لم تقم عليهم الحجة الشرعيةُ». {هذه عقيدتنا}!

- ومع مرور الوقت وزعوا هذه الكلمة مفرغة وحذفوا منها هذا الكلام، ورغم وضوح الكفر فيه إلا أنهم لم يتبرءوا من القائل حتى إن أحد الفضلاء قال يوما للعدناني: «هذا طاغوت وعليكم أن تكفروا به»، فاحمر وجهه واشتد غضبه وقال: «هذا نعادي كل الناس من أجله»!

ويظهر جليا تلون هذه الدولة وتغييرها لدينها للمصلحة -بدون تبرأ- في عدة صور منها كانوا يسجنون من يكفر "الطالبان" كما نشروا بيانا بخصوص هذا الأمر،ثم لما خالفتهم -وتبين لهم موت الملا عمر- كفروها.

 

 
هنا كانوا يسجنون من يكفر "الظواهري" و"القاعدة" كما نشروا بيانا بخصوص هذا الأمر، فلما خالفتهم انقلبوا عليها وأصبح الشيخ أحمقا، و"القاعدة" هي القاعدة.

 * فما الذي تغير حتى تتغيرون؟!

- كانوا يرمون "بالغلو" من يكفر "الفصائل المقاتلة" -قبل أن تقاتلهم-، "فعمر الشيشاني" وغيره من الأمراء كثير "كحجي بكر" (لا تحضرني الأسماء) لم يعتقدوا كفرهم آنذاك فلما قاتلتهم الفصائل "كفروها"، وكانوا بعدها يسجنون من يكفر من لم يكفر الفصائل، فلما اشتد القتال كفروا من لم يكفر الفصائل، و"الفصائل" هم الفصائل.

* فما الذي تغير حتى تتغيرون؟!

- بل بلغ بهم التلون أن يتكلموا كلاما، ثم يأتوا بنقيضه بعد عشر صفحات، ففي مقرراتهم يقررون أن صفة الكفر بالطاغوت: (أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم) "كالتقريرات المفيدة"، ثم بعدها بصفحات قليلة يحكمون بإسلام من لم "يكفر بالطاغوت" (تكفير المشركين) لشبهة أو تأويل.

- بل يقولون: إن جعل مناط كفر من لم "يكفر المشركين" عدم "الكفر بالطاغوت" خطأ يتبعه كثير من الانحراف.{راجع التقريرات المفيدة في أهم أبواب العقيدة}.

- وكتاب فقه النوازل (كتبه البنعلي على ما أظن) فيه من الشرك ما الله به عليم: كالحكم "بإسلام المنتخبين" ومن "تحاكم إلى الطاغوت" للضرورة وغير هذا كثير،فلما انتشر هذا الكتاب وبين البعض بطلان ما فيه سحبوه في هدوء وقال بعض المقربين من البغدادي: «قد منعناه والخليفة لا يدري من كتبه»!، ونفس هذا يقال في كتاب "تبصير الحائر" (للبنعلي).

- حتى صار التكفير عندهم سياسيا، فصح أن يقال عنهم: أصحاب منهج "التكفير السياسي"، فتجدهم يصفون بالغلو من يكفر طائفة ما، ثم لما تخالفهم هذه الطائفة يكفرونها وربما بنفس الكفريات القديمة.

• وأخيرا نقول لهم؛ ألا يوجد عندكم طالب علم مؤهل (لا نقول عالم) ليقرر لكم مسائل التوحيد التي لم تستقروا على رأي فيها بعد.

* أم أن هذا التلون مقصود لتصرفوا به وجوه الناس إليكم؟

- وإن كان يوجد من يخالفني في هذا الكلام فأتمنى أن يخرج ويبين لي افترائي عليهم بكلامهم هم أنفسهم.

- قال أبو عبد الله محمد بن وضاح  الاندلسي: نا نا أَسَدٌ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلا أَتَى أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ وَعِنْدَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلا خَرَجَ بِسَيْفِهِ غَضَبًا لِلَّهِ تَعَالَى فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ أَبُو مُوسَى: "فِي الْجَنَّةِ"، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: "إِنَّمَا الْمُفْتِي مِثْلُ صَاحِبِكَ، عَلَى سُنَّةٍ ضَرَبَ أَمْ عَلَى بِدْعَةٍ؟"، قَالَ الْحَسَنُ: فَإِذَا بِالْقَوْمِ قَدْ ضَرَبُوا بِأَسْيَافِهِمْ عَلَى الْبِدَعِ.

- نا نا أَسَدٌ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ حُذَيْفَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ قَاعِدٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلا ضَرَبَ بِسَيْفِهِ غَضَبًا لِلَّهِ حَتَّى قُتِلَ، أَفِي الْجَنَّةِ أَمْ فِي النَّارِ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فِي الْجَنَّةِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ وَأَفْهِمْهُ مَا تَقُولُ، قَالَ أَبُو مُوسَى: سُبْحَانَ اللَّهِ! كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَجُلا ضَرَبَ بِسَيْفِهِ غَضَبًا لِلَّهِ حَتَّى قُتِلَ، أَفِي الْجَنَّةِ أَمْ فِي النَّارِ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فِي الْجَنَّةِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ وَأَفْهِمْهُ مَا تَقُولُ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، قَالَ: وَاللَّهِ لا تَسْتَفْهِمُهُ، فَدَعَا بِهِ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ: رُوَيْدَكَ، "إِنَّ صَاحِبَكَ لَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ فَأَصَابَ الْحَقَّ حَتَّى يُقْتَلَ عَلَيْهِ؛ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ لَمْ يُصِبِ الْحَقَّ وَلَمْ يُوَفِّقْهُ اللَّهُ لِلْحَقِّ؛ فَهُوَ فِي النَّارِ"، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، "لَيَدْخُلَنَّ النَّارَ فِي مِثْلِ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ كَذَا وَكَذَا".{بَابُ إِحْدَاثِ الْبِدَعِ}.

فهؤلاء ضربو بسيوفهم غضبا لله وهم في النار كما قال حديفة -رضي الله عنه- لأنهم قتالوا على البدعة.

* قلت: فكيف بمن قاتل على الكفر ولأجل اِعلاء الكفر على حساب التوحيد والاسلام؟!
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *