تَعْلِيقٌ عَلَى قَوْلِ أَحْمَدَ بْن عِيسَى الْأَنْدَلُسِيِّ.






تَعْلِيقٌ عَلَى قَوْلِ أَحْمَدَ بْن عِيسَى الْأَنْدَلُسِيِّ.



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
• قال الونشريسي أحمد بن يحي بن محمد المالكي عن أحمد بن عيسى بن أبي هلال فقيه الأندلس: «مِنْ نَشَأَ بَيْنَ أَظْهرِ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يُنْطِقُ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، مَعَ شَهَادَةِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلَاَمُ وَيَصُومُ وَيُصَلِّي إِلَّا أَنَّهُ لَا يَعْرفُ الْمَعْنَى الَّذِي اِنْطَوَتْ عَلَيْهِ الْكَلِمَةُ الْكَرِيمَةُ.. لَا يُضْرَبُ لَهُ فِي التَّوْحِيدِ بِسَهْمٍ، وَلَا يَفُوزُ مِنْهُ بِنَصِيبٍ، وَلَا يُنْسَبُ إِلَى إيمَانٍ وَلَا إِسْلَامٍ، بَلْ هُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْهَالِكِينَ وَزُمْرَةِ الْكَافِرِينَ وَحُكْمُهُ حُكْمُ الْمَجُوسِ فِي جَمِيعِ أَحْكَامِهِ، إِلَّا في الْقَتْل، فَإِنَّهُ لَا يُقْتَلُ إِلَّا إِذَا اِمْتَنَعَ مِنَ التَّعْلِيمِ...» [كتاب المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى إفريقيا والمغرب في فقه النوازل 1-8 ج2 ص358/357].

-أولا : كلامه لايتناول مسألة -ما يدخل به الكافر الملي كاليهودي والبوذي الإسلام- فهذا إذا نطق الشهادتين بنية الدخول في الإسلام (فيحكم بإسلامه ويعلم ويشرح له معناها) ولاسيما مع انتشار نقص العقول وشبهات زنادقة دعاة الحرية المطلقة والمساواة بين الأديان واللبرالية، وانتشار دين العاذرية الجهمية الذين لايكفرون أعيان المنتسبين للإسلام حتى لو عبد أحدهم القبور وحتى لو جهل أين ربه!، وحال المشركين وأهل الكتاب في عصر النبوة معرفة معنى الشهادتين لسلامة الفطر من شبهات المساواة بين الأديان وشبهات الجهمية العاذرية؛ والملي هو الذي على ملة ودين غير الإسلام ولا ينتسب للإسلام فإن قالها عند دخوله الإسلام ثم بعد ذلك لم يكفر بالطاغوت ولم يقبل معنى شروط الشهادتين فهو كافر ولاينتفع بنطق الشهادتين والعمل بالشرائع العملية.
▪ معنى قوله:
 - تكفير وعدم الحكم بصحة إسلام من جهل حقيقة معنى الشهادتين وإن نطق بهما وعمل بالشرائع العملية؛ والشهادتان تتضمنان عدة أمور منها: 
- الكفر بالطاغوت ومنه تكفير من عبد غيرالله ومن لايعرف ربه، ووجوب الانقياد لأمرالله ورسوله ﷺ وتصديقه وغير ذلك، فمن نطق الشهادتين وعمل بالشرائع العملية ولكنه لم يعتقد (بطلان ملل أهل الكتاب وغيرهم) فهذا جاهل بالإسلام والشهادتين و لم يفهم معناها ولاينتفع بها وليس من أهل الإسلام.
- وكذلك من نطق بها وعمل بالشرائع ولم يعتقد كفر أهل الكتاب أو لم يكفر أعيان عباد القبور والمشركين سواء المنتسبين للإسلام أوغيرهم.
فهذا جاهل جهل كفر حيث لم يفهم الإسلام ولم يحقق معنى الشهادتين.
- وكذلك من رأى عدم وجوب الانقياد للنبي صلى الله عليه وسلم...
- ومن رأى عدم وجوب اتباع الشريعة والحكم بما أنزل الله...وغير ذلك مما يناقض ويضاد شروط الشهادتين والكفر بالطاغوت.

 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين. 

  

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *