رد مختصر على من أباح الصور الفوتغرافية قياسا على النظر للمرآة وما ينعكس فيها من الصورة "غير الثابتة".
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
1/- تحريم الصور لا يقصر على المضاهاة فقط فتحريمها أيضا لكونها وسيلة للشرك والتعظيم المفضي للشرك بأي صورة من الصور ولكون الصور أيضا مانعة من دخول الملائكة للبيوت.
2/- من يُبِيحُونَ التصوير الفوتغرافي قياسا منهم على النظر للمرآة يقرون بأربعة أمور تنقض قولهم وقياسهم من أسه وأصله وجذوره، وما يقرون به كما يلي:
أ)- المبيحون للصور يثبتون تحقق كون الصور الفوتغرافية وسيلة للشرك في بعض حالاتها.
• وهذا متحقق في الصور الفوتغرفية الكبرى المعلقة والمرفوعة للناس (للمعظمين في الدين أو الدنيا) والإسلام يحرم كل ما يفضي للمحرم.
”فثبت بذلك تحقق اتخاذها وسيلة للشرك كحال تصوير هؤلاء المعظمين بالرسم أو النحت وغيره؛ وعلة كونها تتخذ وسيلة للشرك قد تحقق في الحالين فلم التفريق بين المتفقين (الرسم والفوتغرافي) في الحكم والعلة“
ب/- المبيحون "للفوتغرافي" يقرون بكون هذا التصوير أيضا كتصوير الرسم تماما من جهة منعه لدخول الملائكة للبيوت بسبب تعليق الصور الكبرى في البيوت.
ج/- المبيحون يقرون بأن صور هذه الآلة تسمى لغة وعرفا وشرعا بالصور وعملها يسمى تصويرا ولا يجوز مخالفة نص الأحاديث التي علقت التحريم بهذا المسمى تنصيصا.
• بينما لا يقال لغة وعرفا وشرعا بأن النظر للمرآة يسمى (تصويرا) ولم يعتد الشرع بالصور غير الثابتة في المرآة كصور تمنع من دخول "الملائكة"، فهي بذلك لا تعد كالصور الثابتة توصيفا وحكما وعلة.
د/- المبيحون يقرون بأن النبي ﷺ فرق بين (الصور المحدثة بالرسم أو النحت أو غيره) من جهة وبين (الصورة غير الثابتة التي في المرآة) وتفريقه بأمور منها:
-> أباح هذه الأخيرة وحرم تلك.
-> وجعل تلك مانعة للملائكة، وأما هذه فلم يجعلها مانعة للملائكة بإذنه باستخدامها في بيوته ﷺ.
• وَبِتَحَقُّقِ هذه الأمور الأربعة يثبت أن المبيحين:
-> قد فرقوا بين الفوتغرافية الثابتة والنظر للمرآة وصورتها غير الثابتة.
-> ويثبت أيضا إقرارهم بتحقق التسمية والوصف وعلل التحريم في هذا النوع من التصوير الفوتغرافي.
• فليس لهم إلا الإقرار بتحريمه وعدم قياسه على ما يختلف معه في الحكم والعلة.
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.