الرد على شبهة جعل تكفير المسلم "تأويلا" مما يخالف "أصل الدين".

 
 
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
▪ نص الشبهة: إن كان تكفير المشركين ومن لم يعرف أين ربه ممن لم يثبت علو الارتفاع والفوقية من أصل الدين فيلزم من ذلك الحكم بإسلام المسلم أن يكون من أصل الدين الذي لا يعذر به بالجهل والتأويل، فمن كفر مسلماً متأولاً (بصرف النظر عن نوع تأويله) يكفر وقد خالف بذلك أصل الدين!
 
- وتكفير المشركين لشركهم يقابله أسلمة المسلمين لتوحيدهم علما أن العاذر الذي يعذر المشركين بالجهل والتأويل والشبهة لم يقل عن شركهم توحيدا بل يقر بأن دعاء القبور من الشرك ونفي العلو من الكفر الأكبر، والعاذر "بالجهل" في الشرك الأكبر لا يسمي الشرك توحيدا.
 
* فهل يستوي مع من كفر مسلما متأولا بتأويل باطل كالخوارج أو بتأويل معتبر كالتكفير الخاطئ الذي يتأوله صاحبه -بتأويل معتبر شرعا يعذر فيه عند الله- من جهة وقوعه في أمر مخالف لأصل الدين لا يعذر فيه أحد بجهله أو تأويله؟!
 
الرد على هذه الشبهة كالتالي:
 
1)- من يكفر المسلمين من الخوارج لم يكفرهم لتوحيدهم وإسلامهم، وإنما كفرهم بأمور غير مكفرة أصلا لضلاله وجهله.
 
فلا يصح مقابلة (عاذر المشركين) بمكفر الموحدين من الخوارج المشابهين (لخوارج النهروان) فالعلة ونقطة الافتراق ليست واحدة حتى نجعلها متقابلة فلا تقابل بين علة القولين المتضادين.
 
2)- الجهمي العاذر للمعين من (نفاة العلو) لا يسمي الكفر ذاته توحيدا ولا يسمي عبادة القبور توحيدا؛ ولكنه سمى المعين الكافر المكذب الراد المعرض الشاك "مسلما".
 
ولو قرأت هذه مقالة لعلمت حقيقة كفره:
 
 
3)- كلامي عن خوارج النهروان وأمثالهم، وأما خوارج المرجئة الذين كفروا أهل السنة لتكفيرهم نفاة العلو وعاذريهم، فهؤلاء خوارج جهمية كفار بذلك وغيره من مكفراتهم الأخرى.
 
وهؤلاء يكفرون بهذا التكفير تحديدا لأنهم كفروا أهل السنة (بالتوحيد والإسلام) وهذا خلاف أسلافهم من الخوارج.
 
4)- من يُكفّر المسلمين من الخوارج لم يكفرهم لتوحيدهم وإسلامهم، وإنما كفرهم بأمور غير مكفرة لضلاله وجهله، فلا يصح مقابلة (عاذر المشركين) بمكفر (الموحدين) من الخوارج.
 
فالعلة ونقطة الافتراق ليست واحدة حتى نجعلها متقابلة فلا تقابل بين علة القولين المتضادين.
 
5)- الدين ليس بالرأي بل بالأدلة والأثر، تكفير المسلمين من عقائد (خوارج النهروان) الذين اختلف فيهم الصحابة -رضي الله عنهم- ولم يضلل بعضهم بعضا.
 
وبذلك فهذه مسألة ليست من أصل الدين ونحن تبع للصحابة -رضي الله عنهم-.
 
6)- وأصل الدين قد تكلمنا عنه في مقالة سابقة وبينا الأدلة الخاصة المحددة له:
 
 
7)- وناشر وملقي هذه الشبهة (مبتدع ملبس).
 
وقد سمعتها من سنوات وكنت أظنها فنيت ولكن الشياطين يوحي بعضهم إلى بعض لإضلال أهل السنة.

 
 وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين. 
 
 
 
 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *