مناطات كفر العاذر في كبار الكفريات "كالشرك الأكبر" وعدم "إثبات العلو" والقول "بخلق القرآن" ونحوها من الكفريات الكبرى.



 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
مناطات كفر "العاذر" في كبار الكفريات "كالشرك الأكبر" وعدم "إثبات العلو" والقول "بخلق القرآن" ونحوها من الكفريات الكبرى:
 
1/- تكذيب صريح للنصوص القاضية بكفر المشركين والرَّادِينَ والمكذبين والمعرضين والشاكين المترددين وغيرهم من الكفار.
 
2/- ويكفر أيضا لرده لهذه النصوص والرد غير "التكذيب" مع تداخلهما، فعدم انقياد إبليس للسجود يغلب عليه كفر الرد والاستكبار، وتفضيله لنفسه على آدم يغلب عليه كفر التكذيب والاستكبار وكفر الطعن في حكمة الله وعلمه.
 
- "فكل تكذيب رد وليس كل رد تكذيب"، فهناك من ينتسب للإسلام ويصرح بالتصديق والإسلام ولكنه لإرادة الدنيا والعلو في الأرض أو لشبهة غير معتبرة أو تأويل أو شك يرد بعض المسائل الكبرى القطعية الظاهرة التي يحكم بكفر من ردها.
 
• وكذلك التأويل نوع من التكذيب وليس كل تكذيب بتأويل فكل تأويل فاسد في كبار المسائل المعلومة بالضرورة من التكذيب ولكن التكذيب يكون أيضا بغير التأويل، "فكل تأويل تكذيب وليس كل تكذيب بتأويل".
 
3/- ويكفر لإعراضه عن نصوص "تكفير الكافر" وعدم تدبره لها وتأملها وفهمها.
 
4/- وكذلك يكفر "العاذر" لعدم كفره "بالطاغوت".
 
5/- ويكفر لعدم اتباعه للحنيفية (ملة إبراهيم ومحمد وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) التي تقوم على "البراءة" من الكفار و"تكفيرهم" كما في سورة الممتحنة وغيرها:
 
> قال الله تعالى﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾{4| الممتحنة}.
 
6/- لمناقضته ومعارضته للقرآن الكريم الآمر بتكفير الكافر:
 
> كما قال الله تعالى﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ۞ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ۞ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ۞ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ۞ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ۞ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾{سورة الكافرون}.
 
7/- يكفر "العاذر" لعدم تفريقه بين ما فرق الله بينه، حيث فرق الله بين "المسلم" و"الكافر" و"الإسلام" و"الكفر".
 
وهذا العاذر لم يفرق:
 
> قال الله تعالى﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾{الكافرون| 02}.
 
8/- يكفر لجهله بالإسلام، وجهله بالكفر.
 
9/- يكفر "العاذر" أيضا لعدم تحقيقه لمعنى شهادة "أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" ولا سيما جزء النفي فيها.
 
10/- ويكفر "العاذر" لرده ولإعراضه عن إجماع السلف الذي نقله عنهم ستة من الأئمة المتقدمين على تكفير من لم يكفر "الجهمية الخلقية" فكيف بمن لا يكفر "المشركين"، ومن لم "يثبت العلو" وغيرهم من الطواغيت والزنادقة.
 
11/- يكفر "العاذر" لإثباته (الحجة والعذر) للكافر مع كفره.
 
وهذا مضادة لله الذي له الحجة على عباده والذي قطع كل حجة، وعذر للكافر.
 
12/- كفر الشك.
 
تحرير معنى "كفر الإعراض":
 
أ/- تقييده "بكبار المسائل" التي من خالفها كفر.
 
ب/- مجرد إعراض قوم "نوح" و"أهل الطائف" زيادة في الكفر.
 
ج/- لا يقيد "كفر الإعراض" بذات الكفر المترتب على هذا الإعراض مثل الجهل والشك والشرك ونفي العلو بل مجرد الإعراض عن السماع والتعلم في هذه الأصول الكبرى كفر مستقل بذاته وما ترتب على إعراضه كفر آخر وكفره السابق كفر آخر.
 
د/- ومجرد عدم سماع "الموحد" لسردك لأدلة التوحيد لا يعد واقعا في "كفر الإعراض" لأنه بتوحيده لم يعرض عن هذه الأدلة (من قبل ومن بعد موقفك معه)، وما فعله من عدم سماعه منك ليس كفرا لأنه لم يعرض عن أدلة التوحيد حقيقة لأنه متبع لها غير معرض.
 
هـ/- قول "المروذي" وغيره بأن التولي وهو "الإعراض"، ترك العمل لا يفيد حصر وقصر معنى التولي في ترك العمل لما يلي:
 
- أولا: سياقه اللغوي لا يدل على الحصر كسياق "إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ"؛ فلا يعني حصر معنى الإعراض والتولي في ترك العمل كما لا يعني حصر الربا في النسيئة.
 
- ثانيا: هذا التفسير لمعنى التولي من باب تفسير الشيء بمآله ونتيجته وثمرته التي هي من حقيقة معناه.
 
- ثالثا: وبمجموع ما تقدم يتبين لنا أن تفسير التولي بترك العمل لا ينفي ولا يعارض (لغة وشرعا) أن مجرد ترك الاستماع لأدلة الشريعة المخالفة لكفره نوع من الإعراض والتولي كما أن ترك العمل ثمرة ونتيجة للتولي وهو نوع من التولي والإعراض، وبذلك فلا يقصر ويحصر معنى "الإعراض" و"التولي" في مجرد ترك العمل.
 
و/- لا يشك مسلم موحد في أن "قوم نوح" و"أهل الطائف" حين أعرضوا عن (مجرد السماع) قد وقعوا في كفر الإعراض والتولي بمجرد عدم سماعهم وقد ازدادوا بذلك كفرا إلى كفرهم.
 
ومن قال بأنهم لم يكفروا بمجرد توليهم وإعراضهم وعدم استماعهم للأدلة المخالفة لكفرهم ذلك، فقد تجهم وهلك وضل نسأل الله السلامة من إرجاء الجهمية.
 
ز/- ومن أمثلة كفر المرتد بالإعراض والتولي:
 
من طرأ عليه "شك النفاق" فقد ارتد ثم إذا أضاف لذلك "عدم استماعه" للأدلة المخالفة والمزيلة لشكه ونفاقه فقد ازداد كفرا بوقوعه في كفر الإعراض والتولي ومن حصر التولي بمجرد ترك العمل يخرج الإعراض عن سماع الأدلة المزيلة المخالفة للشك من ذلك.
 
 
 وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين. 
 

 

Contact Form

Name

Email *

Message *